يعتبر الشخير أثناء النوم من المشاكل الطبية المهمة، فعلى الرغم من المشاكل الاجتماعية والأسرية بين الزوجين، إلا أن المشاكل الطبية وتأثيرات الشخير على الجسم تسبب فى كثير من الأحيان إزعاجاً للزوجين يضاعف من مشاكلهما.
تعريف الشخير:
هو حدوث صوت بدرجات مختلفة مع التنفس أثناء النوم، وذلك لوجود سدد جزئى أو كلى بمجرد دخول الهواء من الأنف وحتى القصبة الهوائية.
(obstructive Sleep apnea الشخير المصاحب لانقطاع التنفس:
هو النوع المرضى والذى يكون عادة فى الرجال أصحاب الرقبة القصيرة، والذين يعانون من السمنة المفرطة وتراكم الدهون بمنطقة الرقبة.
هذا النوع يصاحبه دخول المريض فى النوم حتى أثناء فترات الاستيقاظ، مع تكرار انقطاع التنفس نهائيا أثناء النوم، مما يجعل المريض ينهض مفزوعا محاولا استرداد التنفس ويعاود النوم مرة أخرى.
يحدث هذا نظرا لعدم وجود أكسجين كاف بالجسم، وتراكم ثانى أكسيد الكربون، مما يحفز الجسم للاستيقاظ ليطرد ثانى أكسيد الكربون، ويستمد كمية من الأكسجين ليعاود النوم.
ما هى خطورة قلة الأكسجين أثناء النوم؟
الجسم يقوم بكل وظائفه أثناء النوم والراحة، وعند قلة كمية الأكسجين وتراكم ثانى أكسيد الكربون أثناء النوم لإتمام الوظائف الحيوية للجسم، تبدأ هذه الوظائف فى الاختلال.
المخ: عند حدوث نقص فى الأكسجين أثناء النوم، ولفترة طويلة تبدأ أعراض الصداع المتكرر مع فقدان جزئى للذاكرة والتركيز وغيره.
القلب: هو أكثر الأعضاء تأثرا بنقص الأكسجين، فالشخير من الأسباب المهمة لارتفاع ضغط الدم، مع زيادة فى ضربات القلب، مما يؤثر على كفاءة عضلة القلب على المدى الطويل.
من المعروف أيضاً أن الشخير من الأسباب المهمة التى تؤثر على القدرة الجنسية للرجل، لقلة وصول الدم للأعضاء الجنسية، وهو من الأسباب الهامة التى لا يعرفها الكثيرون.
انقطاع التنفس أثناء النوم (الدهش) هو أحد أسباب إحساس الإنسان بالإرهاق الدائم، وعدم القدرة على بذل أى مجهود طوال اليوم، مع زيادة التوتر والعصبية، وذلك لقلة إفراز المواد الكيميائية بالمخ التى تؤدى إلى اعتدال وتوازن المزاج النفسى.
كذلك تأثير الشخير ونقص الأكسجين على الجهاز التنفسى، فتراكم ثانى أكسيد الكربون، وعدم خروجه أثناء النوم يؤدى إلى قلة كفاءة مرونة الأغشية المخاطية بالرئتين، مما يؤثر على سرعة تبادل الأكسجين وثانى أكسيد الكربون، ويزيد من التهابات الرئتين (الالتهاب الشعبى المزمن). وهذا يؤثر على كفاءة جميع أجهزة الجسم، حيث إن الرئتين هما مصدر الاكسجين لكل الأعضاء.
التشخيص
بعد دراسة التاريخ المرضى القديم للمريض، ومعرفة الأمراض التى يعانى منها، يتم الكشف على المريض إكلينيكيا، مع عمل المناظير الضوئية اللازمة للأنف والحنجرة، ويتم بعد ذلك عمل دراسات خاصة أثناء النوم (دراسات معدل الأكسجين بالجسم وعدد مرات انقطاع النفس أثناء النوم وحركة اللسان وسقف الحلق والحنجرة أثناء النوم، وذلك بمعامل .(Sleep lab)
ويتم تحليل هذه المعلومات على الكمبيوتر ودراستها ثم اتخاذ قرار العلاج الدوائى أو الجراحى.
العلاج
ينقسم العلاج إلى ثلاثة أقسام:
القسم الوقائى: وهو ضرورة علاج زيادة الوزن إما بإتباع نظام غذائى صحيح تحت إشراف الطبيب المتخصص، أو ممارسة رياضة باستمرار لتقليل الوزن وتراكم الدهون بمنطقة الرقبة والبطن (الكرش).
استخدام الوسائد (المخدات المناسبة) للرقبة على أن يكون ارتفاع المخدة مناسبا (زاوية 30-45) بين الجسم والسرير، وذلك لإعطاء الهواء أثناء التنفس أفضل مسار من الأنف وحتى الرئتين.
القسم الدوائى: هو العلاج الطبى تحت إشراف الطبيب المتخصص لعلاج أى التهاب أو سدد بمجرى التنفس مثل علاج حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية، علاج التهابات اللوزتين وكذلك العلاج المناسب لالتهابات الحنجرة وارتجاع المرىء والتهابات القصبة الهوائية وكلها أسباب السدد الجزئى للتنفس أثناء النوم.
القسم الجراحى: بعد عدم نجاح العلاج الوقائى والدوائى قد يضطر الطبيب للتدخل الجراحى لعلاج الشخير، وهى الجراحات الجديدة التى أصبحت تعطى نتائج مبهرة جدا فى حالات الشخير. وهذه الجراحات تعتمد على مكان ضيق مجرى التنفس، فالأنف قد يحتاج إلى عملية استعدال للحاجز الأنفى أو استئصال جزئى للغضاريف الأنفية أو استئصال اللحميات المتعددة من الأنف، وغيرها حسب الحالة، وكلها تتم بواسطة المنظار الجراحى بنجاح كبير، أما منطقة الحلق والبلعوم الفمى فيمكن استئصال اللوزتين مع استئصال جزئى لسقف الحلق بواسطة الليزر وشد ترهلات منطقة البلعوم الفمى كذلك الحنجرة والقصبة الهوائية.
وقد يلجأ الطبيب لعمل توسعة لمجرى التنفس وغيرها من العمليات، كل حالة حسب طبيعتها، وقد يحتاج المريض لأكثر من عملية فى نفس الوقت.
الكاتب: د. أيــســر بــســالــي
المصدر: موقع اليوم السابع